وانتصرت الأسود على القرود……..!؟.
بقلم الكاتب الأديب
السعيد الخميسي
* فشلت وخابت وخسرت وخسئت مقولة الطاغية المخلوع مبارك عندما كان يتلوا علينا مأثورات الصباح والمساء بقوله ” السلام هو خيارنا الاستراتيجي ..!؟ ” . أي خيار هذا الذي كان يتحدث عنه ويضحك علينا ويخدعنا به. لعله كان يقصد” خيار ” يوسف والى المسرطن فى صوبه الزراعية والذي قتل به آلاف المصريين . لقد أثبتت المقاومة الصابرة الرابضة صحة القاعدة السياسية التي تقول ” لن تذهب على مائدة المفاوضات أكثر مما يذهب إليه مدفعك فى ميدان القتال ” . ولقد ذهبت مدافع وصواريخ القسام إلى قلب العدو الاسرائيلى فأوقف نبضه وقطعت شرايينه وبترت أطرافه , فاختبئوا كالجرذان فى الجحور لم يروا النور تحت الأرض , يتمنون لو تسوى بهم الأرض يوم أن قبلوا الهجرة إلى أرض الميعاد كما يظنون . انتصر الحق على القوة . انتصرت الأسود على القرود , انتصر العمالقة على الأقزام , انتصر الثبات والصمود والارداة على الاستسلام والضعف والهوان . انتصر خيار المقاومة على خيار الاستسلام الاستراتيجى..!؟.
* في غزة , انتصر التاريخ وانتصرت الجغرافيا . انتصر التاريخ الذي يؤكد ويثبت أنه كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله . انتصر التاريخ الذي يثبت أنه لايضيع حق ووراءه أبطال وأسود . انتصر التاريخ الذي يثبت ويؤكد أن القوة الغاشمة الهمجية البربرية لايمكن أن تنتصر على مقاومة تستمد قوتها من الله أولا ثم من عقيدتهم الثابتة الراسخة رسوخ الجبال . انتصر التاريخ الذى يثبت ويؤكد أن بيت العدو الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت حيث تقوم أنثى العنكبوت بقتل الذكر بعد التلقيح وتلقيه خارج البيت . وبعد أن يكبر الأولاد يقومون بقتل ألام وإلقائها خارج البيت ., أرأيت ضعفا وهوانا وتفككا أكبر من ذلك ..!؟. إن العدو الصهيوني سيرمى بنتياهو خارج البيت السياسي الصهيوني وسيبنون له بيتا وسط مركز القمامات بين الجرذان والصراصير , بيتا يليق بهمجيته ووحشيته وعدوانه وغدره وقذارته ونجاسته كبقية آل صهيون..!؟. وانتصرت جغرافية المكان المحاصر من كل مكان ولم تفلح كل محاولات تجويعه وتركعيه حتى ولو أكلوا أوراق الأشجار وربطوا على بطونهم الأحجار واشتد عليهم من كل ناحية الحصار .
* فى غزة انتصرت قوة الرجال على بربرية وهمجية الأنذال . رجال لايخشون في الله لومة لائم . رجال ضخوا فى شرايين الأمة الإسلامية دماء العزة والشرف والكرامة والثبات والصمود , بعدما رسخ فى أذهان ومعتقدات أنظمة الحكم العربية الموالية للعدو الصهيوني أن العدو لايقهر ولا يهزم ولا يواجه ولا يقاوم . لقد أثبتت المقاومة أن قوة الأمم والشعوب لاتقاس بعدد سكانها ولا بقوة سلاحها , وإنما تقاس بنوعية هولاء الرجال وتربيتهم ومعدنهم , فالكيف مقدم على الكم . لأننا اليوم كثير كغثاء السيل لايعمل لنا أحد أى حساب , ولا يضعنا العالم فى حساباته . أما الأبطال فى غزة فقد أثبتوا أن الرجال معادن كالذهب والفضة . وليس كل مايلمع ذهب . فالذهب المغشوش الصيني قد يلمع ويخدع الناظرين لكن سرعان ما يبهت ويتغير لونه مع أول قطرة ماء .
* لقد مرغت المقاومة أنف العدو الصهيوني فى الوحل والطين وفرضوا عليهم الاختباء تحت الأرض فى ملاجئ سفلية لايرون فيها شمسا ولا قمرا . ولم تفلح الآلة العسكرية الصهيونية الجبارة فى جعل قادة حماس يعلنون أن السلام هو خيارهم الاستراتيجي..!, كما كان يعلن غير المأسوف عليه الطاغية المخلوع . لقد أثبتت المقاومة الصامدة أن المقاتل الذي يحمل السلاح أهم من السلاح نفسه . فماذا يفيد سلاح متطور حديث فى أيادي مرتعشة خائفة تحرص على الحياة بأى ثمن وبأي شكل وبأي صورة ؟, حتى ولو كانت حياة الصراصير فى البلاعات والمستنقعات..!؟. إن قوما يحرصون على الموت أشد من حرص عدوهم على الحياة لايمكن أن ينهزموا أبدا . لأن حب الشهادة والإقبال عليها هو سلاح متطور حديث لايمكن للعدو الصهيوني أن يمتلكه لأنه ينبع من نفوس أبية قوية فتية لايقبلون الضيم ولا ينزلون على رأى الفسدة كما ذكر الرئيس الشرعي للبلاد .
* لقد دحرت المقاومة وهزمت نظرية أسطورة الجيش الذي لايقهر. يكفى أن المقاومة أجبرت الجندي الصهيوني على ارتداء ” البامبر ” حتى يقضى حاجته على الدبابة ولا يتركها ويهرب . إن مجرد رؤية مقاتل من حماس تصيب الجندي الصهيوني بحالة تيبس فى الأطراف وتجمد فى الحركة وتصلب فى الشرايين لدرجة أن السلاح كان يتساقط على الأرض من يد الصهيوني الجبان المرتعش بمجرد رؤيته لمقاتل قسامى , إنه مرض الرعاش العصبي الذي يصيب الأطراف فلا يستطيع التحكم فى شئ لا من فوق ولامن تحت..!؟. إنه سلاح الرعب , سلاح معنوي قوى قادر على دك حصون العدو وهم فى عقر دارهم وهم فى الأصل ليس لهم دار لأنهم مرتزقة جاءوا لفيفا إلى أرض فلسطين بخيانة دولية منذ وعد بلفور .
* وأقول للذين يزعمون أن حماس لم تنتصر , إن فشل العدو الصهيوني فى وقف إطلاق الصواريخ من قلب غزة انتصار . إن ضرب قلب تل أبيب ووقف الطيران بالمطار الريئسى لهم انتصار . إن اختباء أكثر من 75% من سكان العدو الصهيوني فى الملاجئ تحت الأرض انتصار . إن ضرب الدبابات والمدرعات الصهيونية المتطورة وتدميرها وحرقها بكل من فيها انتصار . أن فشل الغزو البرى وعدم القدرة على التوغل داخل غزة الصامدة انتصار . إن إعلان العدو الصهيوني أن احتلال غزة يحتاج إلى 5 أعوام انتصار . إن وقوف شعب غزة من رجال ونساء وشيبان وأطفال بجوار المقاومة رغم الخسائر الفادحة فى الأرواح والعقارات المنزلية انتصار . بل إن فرض شروط المقاومة على مائدة المفاوضات انتصار . ماذا تريدون بعد كل هذا ..؟ إن الأعمى لايرى وإن مشى فى وضح النهار , والمبصر يرى ولو وضعت أمام عينيه كل السدود والأستار..!؟.
* هنيئا للأمة العربية والإسلامية أن وفق الله عز وجل هذا الفصيل العربي الاسلامى على مقاومة العدو الصهيوني وهزيمته وضربه فى القلب حتى حقق نظرية ” توازن الرعب ” مع العدو . إن قادة المقاومة أعادوا بكل ثقة وقوة العدو إلى المربع الصفرى حيث لم يعد العدو يملك قرار الحرب , حتى وإن امتلك العدو هذا القرار وخان العهود والوعود , فلم يعد بمقدوره إنهاء الحرب . رغم الخيانة العربية الرسمية وتخاذل كثير من الشعوب العربية التي تخرج فى مظاهرات عارمة إلى الشوارع فى حالة فوز منتخباتها الكروية على فريق ” بوركينا فاسو ” الذي ينهزم من طوب الأرض , فإن المقاومة سطرت تاريخيا مجيدا ووضعت معالم على الأرض لجغرافيا جديدة . إن الحق لايهزم لو كان معه رجال , وغزة مصنع الأبطال والرجال . فأفيقوا ياقوم لأن أبطال القسام غيروا وجه التاريخ وجعل المقاومين الأبطال يمشون على الأرض لكن معنوياتهم تحلق على كوكب المريخ.!؟.
عندما يسيطر الغباء على اليهود كجنس لا ترى فى الواقع إلا تخبط فى السياسة وسبب هذا الغباء سيطرة نظرية شعب الله المختار على أدمغتهم بحيث انهم لا يرون عيبا فى إرتكاب الأثام والموبقات والقتل غيلة والتصفية يفعلونها وهم مستريحو البال بأنهم شعب الله المختار مما يعنى أنهم أبتاء الله واحباؤه وان التوراة التى حملوها كالحمار الذى يحمل أسفارا غذجعلوا تفسيرها للقرائين وحدهم ولما كان القراؤون لا سيستطيعون تلبية رغبات الشر الكامنة فى طباعهم وهى حب المال ليس لأنه يوفر مباهج الحياة لهم او الإحتياط من الفقر والعوز الذى يجيده الناس جميعا من جميع الأطياف والنحل والذى يزيد وينقص عكسيا مع زيادة الإيمان ونقصه ولكنه عند اليهود لرشوة ذوى النفوذ والوصول إلى مرادهم وأيضا لنشر الفساد فى البلاد التى يعيشون فيها ولذلك عملوا لهم كتابا آخر يسمى التلمود ويتوافق مع طبيعة التعصب اليهودى ونحلله من قيود النوراة واستغل زعماؤهم الطائفية عند اليهود والعصبية لما هو يهودى وشعورهم بالإضطهاد ولذلك غرس فيهم كهمنهم الخوف ممن حولهم من الشعوب ومن المؤكد أيضا الحقد عليهم كما تفعل الكنائس فى مصر مع أتباعها من النصارى ممايولد البغضاء فى نفوسهم تجاه المجتمع الإسلامى الذين يعيشون فى كنفه ولا شك أن الإنفتاح على المجتمع والعيش فى وئام يحفظ للفرد أمنه وترى الغباء اليهودى يعكس الآية وهى إستخدام العنف الجارف والقسوة مع الشعوب التى يتمكنون بها مثل الفلسطينيين وتدريب أدواتهم لتنفيذ نظرينهم الفاشلة فى الضرب بشدة والقمع والتعذيب والقتل للشعبين المصرى والسورى وهو ما إكتشفناه من خننة الأنف لبعض اليهود عندما تكلم وهو يقتل المصريين فى رابعة وهذه الخننة هى مايميز اليهودى المصرى وكذلك اللثام لأولئك الذين قتلوا المصريين بدم بارد ونصارى من الذين ملأت الكنائس قلوبهم بالبغضاء لإخوانهم المصريين المسلمين وغيرهم من المسلمين الذين لا يشعرون أنهم مسلمون ولا يتبعون أى دين إنما هم ملاحدة ,
وقد عاش هؤلاء اليهود منعزلين عن الشعوب إجتماعيا لكنهم تعاملوا معهم إقتصاديا لعبِّ المال عبا ولا يعنى أن غباءهم سيتوقف عند هذا الحد بل سيتربصون بالمقاومة للإيقاع بها عن طريق المال والجتس الذى يعرض على ضعاف النفوس من الفلسطينيين ومنظمة فتح والسلطة الفلسطينية التى إنحرفت عن اهدافها تحت هذه المغريات وأصبحت تماما كجيش كامب ديفيد الملوث السمعة والذى ذبح شعبه والتى تصاعدت منه روائح الفسادالتى تزكم الأنوف ولذلك قمع الشعب بشدة وذبحه للمحافظة على مورد الفساد وهذا غباء آخر من أدوات اليهود فالجيش الذى إنحرف عن مسيرته الوطنية لن يستمر لأن الفساد يولد الرعب فى التفوس ويؤثر العيش ويهاب الموت ولذلك فالشعب الذى أحياه الجماعات الإسلامية بقصد الصحوة أو بقصد تجنيدهم وتحزبهم أتت أكلها على إمتداد السنوات التى نهض فيها الإخوان المسلمون وتوالى الإنشقاقات عليها بسبب خطها المسالم والدعوة الهادئة للمجتمع والذى واجهه الأمن الصهيونى فى مصر بالعنف مما مكن من الجماعات التى تدعو للعنف من الظهور وهم يرنكبون نفس حماقات بروتوكلات صهيون التى تدعو للإغتصاب والسرقة والقتل .
الغباء لا ديانة له ولا وطن ولكنه خصيص باليهود ولاصق بهم فهم لا يعرفون أن اى عمل لا بد أن يأخذ دراسة شاملة للميدان بكل عناصره وهؤلاء اعماهم المال وإفراط القوة لدرجة أنهم لم يستطيعوا تبين طبيعة الإنسان اى إنسان عندما تستخدم معه القوة وتذله وهذا جيش كامب ديفيد يذل على يد الليبيين لأن ما إستخدموه ونجح مع الشعب المصرى ظنوا انه يصلح مع الشعب الليبى وشتان بين الشعبين وهاهو العميل حفتر يفشل امام القوة الليبية الصحراوية الشرسة هاللو هنا إسرائيل