نم يا شعيب
بقلم الشاعر

سلطان إبراهيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أشعيب يا نبض الفؤاد وداعا **فالقلب صار مُحَرَّقا مُلتاعا
قد هدَّنِي نبأُ الرحيل ودكَّنِي ** قد مزَّق الأحشاء والأضلاعا
ماذا أقول وكيف أحكي لوعتي ** وبأي حرفٍ أسْطُرُ الأوجاعا؟”
أشعيب عذرا كيف أرثي مهجتي ** من أين لي بحر يمد يَراعا؟”
أشعيب كيف الروح تفقد شطرها **وتظل ترنو صرحها يتداعى؟”
يا من على عرش الفؤاد أقمْتُهُ ** مَلِكَاً وفيه لكم أقام قلاعا
حراسك النبضات تفدي سيدا **وإذا أمرت غدوت فيه مطاعا
يا من ملأت القلب غرس محبة **وأريتني كيف الغراس يراعى
أكرم بغرسك يا شعيب فإنه ** قد أينعت ثمراته إيـــــــــناعا
مذ كنت طفلا قد غدوت بعالمي ** كالشمس ترسل بالوداد شعاعا
مهما تسافر لم تغب عن خاطري ** وتعود تحمل للصغير متاعا
كم كنت تحنو يا شعيب ولم تزل **دوما تمدُّ من الوفاء ذراعا
قد كنت لي غيثا إذا اشتد الظما ** وإذا دعا خطب تهب سراعا
قد كنت لى واح الهجير وظله ** قد كنت في بحر الحياة شراعا
أبصرت فيك معلما ومربيا ** وكم اكتسبت من الحبيب طباعا
أشعيب إنك ها هنا في خافقي ** تحيا وعطرك لا يزال مذاعا
ما زلت أرنو نحو ثغر باسم ** ما زال صوتك يملأ الأسماعا
ذكراك في كل القلوب جميلة ** بالصدق عشت ولم تكن خدَّاعا
فالناس كل الناس تحفظ ودكم **ولقد حظيت لديهم الإجماعا
نم يا شعيب فطيب ذكرك بيننا **سيظل فينا يرسل الإيقاعا
سنظل نذكر يا شعيب عطائكم ** يا بحر جودٍ لم يكن منَّاعا
نم يا شعيب فعند ربك موعد **للمحسنين يزيدهم إمتاعا
فالله نسأل أن يثيبك جنة **ويزيدكم من فضله أنواعا
زر الذهاب إلى الأعلى