شرعت المملكة العربية السعودية منذ فترة من الوقت في الكشف عن طموحاتها الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن طفرة العائدات النفطية في السنوات الأخيرة قد دفعت السعودية إلى تحويل تكتيكاتها من التدخلات بالوكالة نحو التدخلات العسكرية المباشرة.
من قمع الاحتجاجات المشروعة في البحرين إلى حرب اليمن ومحاصرة لبنان. في البداية كان الملك «عبد الله» والآن الملك «سلمان» حيث لم يدخر كلاهما جهدا في تأكيد مواقفهما في منطقة الشرق الأوسط. تم إرسال الجيوش عبر جسر الملك «فهد» إلى دولة البحرين الصغيرة ثم إلى اليمن الفقير. ولولا التدخل الروسي في سوريا فإن المملكة العربية السعودية كانت في طريقها للتنسيق مع تركيا لنشر قواتهما في سوريا بعيدا عن مظلة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وفي حربها في اليمن، تقوم السعودية بانتهاك القوانين الإنسانية وحقوق الإنسان. وقد أثبتت تقارير قيامها باستخدام القنابل العنقودية بشكل عشوائي وقصف المستشفيات والأسواق. لكن غياب القوات البرية الهائلة يعني أنها لم تكن قادرة على تحقيق أي من الأهداف العسكرية الموضوعة. لا يزال الحوثيون يسيطرون على مساحات كبيرة من البلاد بما في ذلك العاصمة صنعاء. حكومة الرئيس «عبد ربه منصور هادي» المدعومة من السعودية لا تزال تواجه معارضة حتى في معقلها في عدن. في حين ظل تنظيم القاعدة يحكم دولة افتراضية في المكلا مع عائدات متدفقة بلغت بـ100 مليون دولار في الوقت الذي يستمر فيه نجم تنظيم «الدولة الإسلامية» في الصعود.
لم تكن القوات البرية في وقت من الأوقات موطن قوة المملكة. على مر التاريخ، كان السعوديون يعتمدون على جنود المشاة من باكستان والولايات المتحدة. ومع ذلك، عندما طلب الملك «سلمان» ونجله الطموح نائب وزير الدفاع القوة العسكرية من باكستان العام الماضي للمساعدة في الحرب في اليمن فقد تحدى الحليف الباكستاني الإملاءات السعودية. وقد صوت البرلمان الباكستاني بأغلبية ساحقة ضد التدخل العسكري مع موجة من الافتتاحيات الصحفية والرأي العام المشيد بالقرار. ولم يقم «نواز شريف» بالرد بالمثل على المساعدة التي تلقاها من السعودية عندما أطاح به «برويز مشرف» من السلطة في وقت سابق.
وقد عززت باكستان من تحديها في الآونة الأخيرة بعد توجهها نحو روسيا والصين. في أواخر عام 2014، تم توقيع اتفاق تعاون عسكري مع روسيا يتضمن بندا سريا لشراء الأسلحة. تعهدت الصين أيضا باستثمار 46 مليار دولار في باكستان من المؤكد أن جزءا كبيرا منها سوف يذهب إلى الخزائن العسكرية.
وهناك أيضا المشروع المثير للجدل الذي يتضمن توسيع ميناء جوادر في بلوشستان لربط غرب الصين إلى الخليج ويتنافس مع دبي والدوحة كمراكز اقتصادية في المنطقة. على الرغم من وجود معارضة محلية قوية لهذا المشروع، فإن الهنود جنبا إلى جنب مع الإماراتيين والقطريين قد يجدون مصلحة مشتركة في عرقلة هذا المشروع.
قام الجيش الباكستاني أيضا باستحداث قسم جديد لحماية المصالح الصينية داخل البلاد. ومن المؤكد أن ذلك قد أغضب السعودية. إذا كان بإمكان «شريف» أن يوفر 10 آلاف جندي وجنرال بنجمتين من أجل الصين فلماذا لم يستجيب لمطالب السعودية بالمشاركة في حرب اليمن. على الرغم من أن «شريف» وقائد جيشه، «رحيل شريف» قد سافرا إلى المملكة في أكثر من مناسبة بعد بداية الحرب في اليمن وقاما بطمأنة تجاه ولاء باكستان كما شارك البلدان في مناورات عسكرية مشتركة، إلا أن السعوديين يبدو أنهم لم ينسوا هذه الخيانة.
مرارة آل سعود
كانت مرارة آل سعود واضحة بشكل كبير في مبادرات المملكة الرامية إلى التقارب مع الهند، الخصم اللدود لباكستان. خلال زيارة «نارندرا مودي» الأخيرة إلى الرياض، قام الملك «سلمان» بنفسه بتقليده أعلى جائزة مدنية في المملكة العربية السعودية وهي وشاح الملك «عبد العزيز».
كما وقع البلدان على اتفاقات لتبادل المعلومات الاستخباراتية والتجارة والتعاون في مجال الدفاع يتضمن إجراء مناورات عسكرية مشتركة. وقد أثار هذا التقارب الكثير من الاستياء المبرر في المجتمعات الإسلامية على شبكة الإنترنت نظرا لكون «مودي» قد سبق أن اتهم بتزعم مذبحة ضد المسلمين خلال أعمال الشغب الطائفية في عام 2002 في ولاية غوجارات الهندية، عندما كان رئيسا للوزراء. قتل خلال هذه الأحداث ما لا يقل عن 2500 مسلم واتهم تقرير 2012 من قبل هيومن رايتس ووتش المسؤولين في حكومة ولاية غوجارات، بقيادة «مودي»، بالتقاعس عن إجراء تحقيقات جدية وعرقلة سير العدالة.
لهذا السبب، بقي مودي على القائمة السوداء لتأشيرات وزارة الخارجية الأمريكية في الفترة من عام 2005 حتى قيام أوباما برفع الحظر عنه في عام 2014. وفي مقابلة له عام 2013 مع وكالة رويترز شبه «مودي» القتل الجماعي للمسلمين في ولاية غوجارات بجراء تم دهسها بواسطة سيارة.
وشهدت الهند أيضا ارتفاعا متصاعدا في أعمال العنف الطائفي والطبقي منذ تولي «مودي» اليميني المتطرف وحزبه مقاليد السلطة. وقد تم إعدام ثلاثة من المسلمين للاشتباه في قيامهم باستهلاك لحوم البقر وتجارة الماشية.
ومع كل الجرائم التي ارتكبها «مودي»، فإن ما يثير الدهشة حقا في إسلام أباد هو قيام الملك «سلمان» بتقليد قومي هندوسي أعلى جائزة مدنية في البلاد. وهي لفتة تستحق التساؤل بكل تأكيد.
قد يكون تراجع الحصة السوقية للمملكة في سوق النفط عاملا حاسما آخر اضطر البلاد إلى التوجه نحو الهند. خلال السنوات الثلاثة الماضية، فقد السعوديون موقع الصدارة كمزود للنفط في 9 من ضمن 15 من أكبر أسواق النفط العالمية بما في ذلك الولايات المتحدة. ويفقد السعوديون الكثير من الأرض في مواجهة صناعة التكسير في الولايات المتحدة إضافة إلى روسيا، والعراق. ومن المؤكد أن رفع العقوبات عن إيران سوف يطلق العنان لكميات ضخمة من احتياطيات النفط في الأسواق العالمية. ربما تحاول السعودية استغلال الجوع النفطي للهند من خلال تقديم مثل هذه اللفتات.
في الوقت الراهن، تستورد الهند 18% من احتياجاتها من النفط من السعوديين وهناك بالتأكيد متسع للمزيد. كما طموح المملكة العربية السعودية لتنويع اقتصادها أصبح يحتاج إلى السوق الهندية الضخمة.
جاء ذلك في وقت كان الرئيس الإيراني «حسن روحاني» يقوم خلاله بزيارة إلى باكستان المجاورة في مارس/أذار في أول زيارة مثيلة لرئيس إيراني خلال 14 عاما. وقد كان الهدف من الزيارة هو دعم التجارة السنوية لتصل قيمتها إلى 5 مليارات دولار إضافة إلى تعزيز التعاون الأمني بين البلدين.
وسوف نرى ما إذا كانت إسلام أباد سوف تستجيب لإشارات التقارب القادمة من «روحاني» لتهدد معادلات القوة القائمة في آسيا. ومع ذلك، فإن «النفاق» في موقف السعودية التي تدعي لنفسها الزعامة الإسلامية قد صار واضحا وضوح الشمس الآن خصوصا بعد أحدث مغامرات في المملكة في التقارب مع «مودي» في الهند ودعم «السيسي» في مصر.
هل يكره آل سعود المسلمين السنة فى مصر
تناولت صحيفة الجارديان البريطانية حقيقة الدور السعودي في مصر بتاريخ 20 أغسطس 2013 ، من خلال مقال للكاتب ديفيد هيرست قال فيه ان الأمر استغرق 60 عاماً حتى تعلن المخابرات الامريكية دورها في الانقلاب المدعوم بريطانياً للاطاحة رئيس الوزراء الايراني محمد مصدق في 19 اغسطسط من عام 1953 ، الا ان اعتراف المملكة السعودية بدعم الانقلاب في مصر ومن خلال مدير مخابراتها الامير بندر بن سلطان الذي عمل بلا كلل من اجل تحقيق هذا الهدف ، كان فورياً ، حيث إنه وبعد لحظات من اداء عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية القسم كرئيس مؤقت للبلاد ، أرسل الملك عبدالله رسالة تهنئة للجيش المصري بوصفه “انقذ مصر من الدخول في نفق مظلم، بجانب الأموال الطائلة لدعم الإنقلاب فى مصر” .
عندما يكون تاريخ السعودية غامضا لدى كثير من الكتاب يكون تحليلهم غير مطابق للحقيقة ويكون السؤال دائما لماذا تساهم السعودية فى حرب اليمن وهى حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل وترتكب حماقات مع جيرانها وتقوم بأعمال ضد حقوق الإنسان !!! ولماذا يظل على عبدالله صالح والحوثيون ثابتى الأقدام فى الميادين وماسر تخلى العالم كله عن عبد ربه منصور وماسر ضعفه وضعف جيشه الذى هو أشبه بعصابات والذى يتبادل المواقع مع الحوثيين ولا يحقق نصرا راسخا رغم دخول التحالف الدولى التى تقوده السعودية فى الحرب بالطائرات
من المعروف أن السعودية لها تاريخ مخزى جدا فقد قامت بأمر بريطانيا ومهمتها التخلص من الخلافة العثمانية فى شبه جزيرة العرب
للهيمنة على الخليج العربى ذاته وطرد القوات العثمانية من البصرة حتى تهيمن عليه القوات البريطانية وإرتكبت قبائل نجد التى تكونت منها جيوش السعودية مذابح فى مكة والمدينة والبصرة وعمان وجزيرة سقطرى وتمكنت من إقامة حكم يمت بالولاء المطلق لبريطانيا ويوالى الكيان اليهودى فى فلسطين بل اعترف العاهل السعودى بالوطن القومى لليهود فى فلسطين ضارب عرض الحائط بالمذابح اليهودية للفلسطينيين ومنذ هذا الوقت والسعودية عبارة عن اقطاعية للنفوذ الصهيوغربى قامت بتجنيد اشخاص لنشر الفتن فى العالم العربى يعملون تحت مظلة السلفية فلما غربت شمس بريطانيا تسلمت أمريكا إقطاعياتها الخليجية ولا شك أن كل تحركات الإقطاعية السعودية يكون طبقا للمخطط الأمريكى ولم يكن على عبد الله صالح يجرؤ وهو أداة أمريكية على نقض ماإتفق عليه مع السعودية وموافقته على تولى نائبه عبد ربه منصور إلا بتلقيه الضوء الأخضر من أمريكا ولم تغير أمريكا موقفها من عبد ربه منصور إلا بتغيير الظروف الدولية وثقل وطأة المعارضة فى سوريا والعراق على أدواتهم وعملائهم الذين يخدمون فى المنظومة الأمريكية فالإمارات والكويت والبحرين وقطر والعراق كلها فى منظومة واحدة تستخدم فى الصراع الأمريكى ضد الدول العربية التى تريد ان تتحرر من النفوذ الأمريكى الطاغى ويعطى للصراع قناعا آخر وهو قناع الصراع الشيعى السنى ليرتديه على وجهه ليختفى وراءه الوجه القبيح للنفوذ الأمريكى وليس بالطبع قيام الحوثيين بالحرب ضد السنة اليمنية صراع مذاهب فالحوثيون زيدية وهم أقرب ما يكون لأهل السنة ولا تستطيع إيران أن تساعد الحوثيين بدون اذن أمريكا لأنها أصبحت ضمن المنظومة الأمريكية فى ادارة الصراع فى المنطقة وكذلك تحرك السعودية ضد حكم الدكتور مرسى كان بالضرورة بأمر أمريكا وهو ماكشف عنه أوباما النقاب فى خطابه الأخير فى البيت الأبيض عندما قال انجازات إدارتى هى وأد ثورات الربيع العربى التى هددت أمن صديقتنا إسرائيل وهذا ليس سببا أساسيا إنما هو سبب ثانوى والسبب الحقيقى يحتاج منا لموضوع طويل يوضح لماذا تدافع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من دول الإتحاد الآوربى عن الكيان الصهيونى وتجند دول اتلخليج وأموالهم لوأد الثورات فهو أمر لا يكفيه تعليق إنما يحتاج لموضوع طويل وهو لايتعلق حتما بموضوعنا وإن كان ذى صلة