بعد هروبهم من المجازر الى بنجلاديش الشرطة البنجالية تعيدهم
أعلنت الشرطة البنجالية الأربعاء قرارها ترحيل عشرات المسلمين الروهينجا الهاربين من ميانمار، بورما السابقة، بعد دخولهم البلاد بطريقة غير شرعية.
وقالت شرطة مدينة كوكس بازار، الحدودية، إن 70 شخصاً على الأقل، بينهم أطفال ونساء، في طريقهم إلى الترحيل إلى بورما، وفق رئيس الشرطة في المدينة شايمول كومار ناث.
وكان أكثر من ألفي بورمي من الروهينجا، هربوا إلى بنغلاديش المجاورة في الأيام الأخيرة، بعد تنامي العنف ضدهم بسبب العمليات العسكرية في غرب البلاد، وتدمير مساكنهم ومطاردتهم من قبل العسكريين.
وأكدت بعض المصادر المحلية نجاح حوالي 500 لاجئ منهم في دخول بنغلاديش هرباً من العنف والقتال في بلادهم.
ومن جهة أخرى، أعلنت الشرطة البنغالية التصدي لما لا يقل عن 800 من الروهينجا في الأيام الثلاثة الماضية، وإجبارهم على العودة إلى داخل الأراضي التي قدموا منها في بورما.
“الروهينغا” الأقلية المسلمة التي تعيش في ميانمار (بورما) وأراكان. قد استنزفت كل ألوان الأسى، منذ تسلط عليها البوذيون والقوات الميانمارية في حملات إبادة مدروسة متوالية وعنصرية بلا حدود. شعب مسلم يعيش في أرضه، تعرض لأبشع طرق القتل والتنكيل والإذلال والإهانة والتشريد، تهمته الوحيده أنه مسلم غير مرغوب فيه. كمّ هائل مروّع من الصور والتقارير والحوادث والشهادات وكل ما يمتّ للمأساة بصلة ويوثق هذا الإرهاب البوذي المتعمد والباغي على أطفال ونساء وشيوخ لم يعرفه العالم كما في هذه البقعة المضطهدة، بات روتينا متداولا بين مواقع التواصل الإجتماعي.
لن نبالغ إن قلنا أننا بتنا لا نصدق أن هناك بشر يقدمون على مثل هذه الجرائم اللامصنفة لشدة بشاعتها، إننا نتحدث عن جرائم البوذيين بحق المسلمين الروهينغا، وتآمر الحكومة الميانمارية (البورمية) في هذه الجرائم بلا أدنى رحمة.
التجريد من الجنسية وباقي الحقوق
جُرد المسلمون الروهينجا من مواطنتهم منذ قانون الجنسية لسنة 1982. وجردوا معها من كل حقوق أخرى كالسفر -إلا بإذن رسمي- وامتلاك الأراضي والولادات فلا يسمح لهم بأكثر من طفلين وقد أجبروا على توقيع إلتزام بذلك. إنهم مسلمون يعانون من انتهاكات لحقوق الإنسان في ظل المجلس العسكري البورمي منذ سنة 1978 عرفوا حملات الإبادة والقتل والتشريد ففر منهم الملايين إلى مصير الأسر والقتل وأنواع القمع وأجبرت نساؤهن على الإجهاض القسري!
حملات الإبادة
كانت أولى حملات الإبادة الجماعية عام 1942، نفذتها الحكومة البورمية وراح ضحيتها أكثر من (100000) مسلم ومسلمة، ولم تكتفي بذلك بل سعت منذ ذلك الحين إلى تطبيق سياسة (البرمنة) في التعامل الشرس مع القبائل غير المنضوية تحت سلطة المعابد البوذية، ورغم تمكنها من فرض البوذية بين أغلب القبائل إلا أنها فشلت فشلا ذريعا مع القبائل المسلمة، فلم يرتد أحد منهم عن دينه بل زادوا تمسكا بالتوحيد وكان جواب البوذيين الموت ذبحا وحرقا في حملات إبادة استهدفت الاختطاف لأطفالهم والنهب لثرواتهم، والنسف لتراثهم، والمحو لآثارهم وشعائرهم، والمصادرة لحقوقهم.
أما آخر حملات الإبادة فكانت في بداية هذا العام، عندما قامت المليشيات البوذية المسلحة بإحراق وتدمير قرى المسلمين، وقتل السكان، ومطاردة الفارين منهم في الحقول والبساتين، فسقط جراء هذا البغي خمسمائة قتيل، وأكثر من ألفي جريح، ثم تكرر الهجوم بعدها بشهرين، وكان الهدف سكان مدينة (تونغو) ليلاقوا نفس المصير المروّع.
أسئلة مشروعة
-
أين هو المجتمع الدولي الذي ما فتأ يسارع لدفع قوات ما يسمى “حفظ السلام” لاحتلال كل بلد مسلم يعلن فيه إرهاب وفيه ضحايا زعموا؟!
-
أين هي جيوش الغرب التي لا تتأخر في التدخل لإحاكم السيطرة حين يكون البلد مسلما أو الإرهاب إسلاميا أوهموا؟!
-
أين هي قرارات مجلس الأمن التي تصدر سريعا بنكهة القلق لفرض الهيمنة الغربية على دولة مسلمة اضطربت لارتفاع حالات القتل ومعدلات الهجرة ولأن من ورائها أنواع الفائدة كشفوا؟!