فنون الفداء
بقلم شاعر الأمة العربية
إهداء إلى الشهدين (نحسبهما كذلك )حذيفة وياسر أبناء الشيخ علي عبد الظاهر ووالديهما وكل من سار على المنوال
وجد الفؤاد يُسيل دمع يراعي ** يُبْكي القريض بحرقة الملتاع
والشعر ناء بثقل خطب هده ** ماعاد يقدر أن يجيب الداعي …
الحرف مات على الشفاه مودعا **كل القوافي في دروب ضياعي
قم يا ملاك الشعر ولتك جانبي **إني أريدك ساعدي وذراعي
اجمع معانيك الرصينة كلها ** كيما توصِّف للدنا أوجاعي
أرجوك ضمد جرح قلب نازف ** أناته قد زلزلت أضلاعي
رفقا ببركان يثور بمهجتي ** ليهد أركاني يدك قلاعي
أفلا ترى مصر الحبيبة تشتكي**جنباتها من وقع لدغ أفاعي
في ظهرها وجئت بطعنة غادر ** نصب الشراك لها بكل خداع
فتقلبت أحوالها وتبدلت **والذئب أصبح في حماها الراعي
أحلامها سرقت وبيعت للعدا **والمال للشطار والقطاع
والثعلب المكار مفتيها الذي ** يفتي ببيع الدين للخداع
يلوي النصوص لكي نعيش حياتنا **تحت النعال بذلة المنصاع
والببغاء غدا المثقف من له ** صحف مع التلفاز والمذياع
هم يكذبون لكي تضل عقولنا **ويروجون الزيف للأسماع
لكنما الأحرار لا لن يقبلوا** عيشا بدرب الذل والإخضاع
جيل وراء الجيل يكمل سيره ** كشعاع شمس من وراء شعاع
هذا حذيفة يسلك الدرب الذي ** يرتاد والده بقلب شجاع
فأبوه من قد قال لا لمبارك **ومشى بدرب الحق في إسراع
سجنوه كيما يكسروا عزماته ** فازداد إصرارا لخوض صراع
وورائه زوج تثبت خطوه **وتشد همته لحسن دفاع
قد علمت أبنائها فن الفدا ** أكرم بحسن رعاية ورضاع
صبرت على الأهوال دون شكاية ** كانت ببحر الهم خير شراع
ورأى الصغار الوالدين منارة** تهدي الطريق لكل حر ساعي
فتعلم الأبناء حتى أصبحوا **من خيرة الأجناد والأتباع
هذا حذيفة في الفداء كياسر **نهلا معا من منبع القعقاع
بذلا الدماء رخيصة نحسبهما **نعم الحصاد لخيرة الزراع
رباه فاكتبهم من الشهداء ولتجمعهموا في الخلد خير بقاع
وامنن بسلوان على الأبوين ولتكرمهمو بلقاء أنبل داعي