وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء (43)
استغل الإعلاميون الموالون لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي حادث اغتيال ثمانية من أفراد الشرطة بمنطقة حلوان جنوب مصر، صباح الأحد، في إعادة إنتاج مقولات أن الإرهاب هو العدو الأول للبلاد، وأن اهتمام السيسي بمحاربته يجب أن يسبق أي اهتمام له.
واستثمر هؤلاء الإعلاميون الحادث في ممارسة التحريض السافر على جماعة الإخوان المسلمين، والدعوة إلى الإتيان بأفرادها “جثثا”، وإعدام قياداتهم، وقتل أبنائهم، وفي مقدمتهم الرئيس محمد مرسي، الذي اتهموه بأنه أعطى الإشارة من حبسه لتنفيذ الحادث.
وقالوا إنهم لا يستبعدون إعلان الأحكام العرفية في البلاد، وطالبوا بعقد محاكمات عسكرية للمهاجمين، ووصفوهم بأنهم أشد عداء من “إسرائيل”.
وقاموا بتغذية مشاعر الخوف لدى المصريين، بتأكيدهم، بلسان واحد، أن الهجوم لن يكون الأخير، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن وزارة الداخلية فيها “خونة” أبلغوا مرتكبي الهجوم بخط سير أفراد الشرطة.
وكانت الوزارة أعلنت في ساعة مبكرة من صباح الأحد، أن مجهولين أطلقوا أعيرة نارية كثيفة على سيارة تستقلها قوة أمنية بزي مدني في شارع عمر بن عبد العزيز بمنطقة حلوان، ما أسفر عن مقتل ضابط، وسبعة أمناء شرطة.
ويأتي الحادث في توقيت مريب رأى فيه مراقبون صرفا للأنظار عن قضايا عدة تمثل تحديات قاهرة أمام نظام السيسي، أبرزها صدامه مع نقابة الصحفيين، وازدياد حدة الغضب الشعبي، من جراء تنازله عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، واستمرار تدهور الوضع الاقتصادي، وتفاقم غلاء الأسعار، وغيرها من الأزمات التي يكتوي بنارها عامة المصريين.
https://www.youtube.com/watch?v=hrN2YibsPEw