
تقرير بقلم الإعلامية
عايدة بن عمر
ماجيستير في التاريخ المعاصر
ابتداءا لست من انصار النظام الثيوقراطي الاستبدادي ولست من اتباع دعوات التغريب باسم الديمقراطية ولكننا هنا نعمل على تفكيك بعضا من المعادلة وفق قراءة تحليلية لمسارات الاحداث واتمنى من القارئ الكريم ان يجود علينا بشيء من الصبر على الاطالة لاننا نحتاج الى وضع القراء في صورة مايحدث عبر سرد تاريخي يسلط الاضواء على خلفيات الاحداث وتسلسلها الزماني .
ففي البدء كانت الحركة الوهابية تمثل مناقضا فكريا وسياسيا للدولة العثمانية مما جعل بريطانيا ومعها الدول الاستعمارية التي كانت تتأهب لاقتسام الإرث العثماني تجد في حركة آل سعود حليفا منطقيا في لعبة الصراع والتنافس الدولي ،وعندما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها وتشكيل النظام الدولي الجديد الذي يقوم على القطبية الثنائية وانطلاق الحرب الباردة بين المعسكرين (المعسكر الاشتراكي – الشيوعي- الذي يتزعمه الاتحاد السوفيتي ويضم دول اوربا الشرقية في حلف وارشو ،والمعكسر الراسمالي أو العالم الحر– الديمقراطي- الذي تتزعمه الولايات المتحدة ويضم دول اوربا الغربية في حلف شمال الاطلسي)،نقول انه مع بداية الحرب الباردة بين القطبين ومع اكتشاف النفط الذي يمثل عصب الاقتصاد العالمي وبالتزامن مع ظهور الخطر الشيوعي ،فقد وجدت السعودية نفسها في قلب الاحداث فكان اللقاء التاريخي بين الرئيس الامريكي روزفلت والملك عبد العزيز ال سعود الذي تمخض عنه اتفاق كوينسي (بالإنجليزية: Quincy Pact) تم التوصل إليه في 14 فبراير 1945 وذلك على متن طراد يو أس أس كوينسي (CA-71)، وذلك بين الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت العائد من مؤتمر يالطا. كان من المقرر أن يدوم هذا الاتفاق 60 سنة، وتم تجديد محتوى اتفاقياته لنفس المدة في 2005 من قبل الرئيس جورج دبليو بوش. أهم ما جاء في هذا الاتفاق هو توفير الولايات المتحدة الحماية اللا مشروطة لعائلة آل سعود الحاكمة، مقابل ضمان السعودية لإمدادات الطاقة التي تستحقها الولايات المتحدة.
ويرتكز اتفاق كوينسي على النقاط التالية :
1.استقرار المملكة العربية السعودية هو جزء من المصالح الحيوية للولايات المتحدة التي تقدم كذلك الحماية الغير مشروطة لعائلة آل سعود، وللمملكة بصفة عامة ضد أي تهديد خارجي.
-
استقرار شبه الجزيرة العربية وإعطاء القيادة الإقليمية للمملكة العربية السعودية ودورها الهام في المنطقة هو أيضا جزء من المصالح الحيوية للولايات المتحدة.
شكرا للاستاذة عايدة بن عمر على هذه الدراسة الرائعة جدا التى جمعت شتات أحداث كثيرة لتصب فى قالب واحد هو الهيمنة الغربية على الدول العربية والإسلامية ولابد لكى نفهم كيفية هذه الهيمنة أن نرجع قليلا إلى الوراء لندرس أشياء كثيرة تتزاحم على العقل ونأتى بأخبار وعلوم مساعدة لكى تفيدنا فى الحكم على نتائج هذه الأحداث ومسار التاريخ نفسه الممتد عبر مساحة من الزمن يجعل التحقق من الأشياء صعب جدا لكنه ليبس مستحيلا فمثلا يلزمنا أن ندرس الأدوار التى مرت بها أوربا منذ الحروب الصليبية وصراعها ضد المسلمين لنتحقق هل هو صراع دينى أم صراع أيديولوجى أم صراع على مناطق النفوذ والثروة فإذا اخطأنا الإستنتاج خلصنا إلى أن مقالة بوش فى أن حربه صليبية سقطة منه وليست تعبير عن حالة قائمة أما إذا توصلنا إلى إستنتاج حقيقى لحروب تدعمها الكنيسة للقضاء على النفوذ الإسلامى خوفا من إنهيارها كمؤسسات دينية فإننا بلا شك سوف نخلص أن بوش قال الحقيقة التى فرضتها عليه البيئة والدراسة والمجتمع وقد أكد ذلك بذاته فى تصريحين عابرين التصريح الأول قال فيه لا بد ان يعود الجزء الذى إستقل به القبارصة الترك للمسيحيين القبارصة والتصريح الثانى قال فيه : لن نسمح لأى دولة عربية أن تنهض فهذا يعنى نهوض الإسلام الأصولى وبسؤال له من أحد الصحفييبن لماذا لا تترك هذه الدولة تتقدم رد قائلا لو تركنا دولة عربية واحدة لتتقدم تبعتها كل الدول العربية الأخرى ويؤكد لنا صدقه فى قيامه بحرب صلبيبية وليست سقطة أن تركيا التى حكمها كمال أتاتورك أحد العلمانيين وخريج المحفل الماسونى والذى أزال الخلافة العثمانية عدوة بعض الدول الأوربية كاليونان وروسيا وبريطانيا لم تحفل برجلها العلمانى بل شاركت مع فرنسا فى حملة لغزو تركيا واستخلاص استامبول من أيدى الترك على حسب تصريح بابوات كنيسة روما الذين يريدون إستعادة إستامبول ـ القسطنطينية ـ سابقا وأنهم لا يريدون مسلمين فى أوربا
وبالمثل لزاما علينا لكى نستكمل الحقائق التاريخية أن نعرف كيف وصل الأمر لآل سعود وما هو حقيقة المذهب الوهابى وسبب اتجاه آل سعود فى محاولة لتغيير الحكم من الثيوقراطى إلى العلماني وهى عملية معقدة للغاية لأن بريطانيا وفرنسا وروسيا وإيطاليا واليونان التى تعمل على تفتيت الدولة العثمانية التى نخر فيها الفساد بسبب سيطرة العسكرعليها إتجهت للجزيرة العربية وأقامت مشيخات فى الجوانب الملاصقة لهذا الخليج للسيطرة على رأسه لأن الدولة العثمانية تسيطرعليه ولذلك قامت قبائل نجد المجندة بواسطة آل سعود بدعم بريطانى بإقامة المذابح للحاميات العثمانية فى مكة والمدينة وطرد الأشراف منها وأصبح لبريطانيا منذ ذلك الوقت أداة تقوم بالمهام الحربية والسياسية لبريطانيا ومن بعدها وريثتها أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية ولذلك كان النظام السعودى صنيعة بريطانيا أول من إعترف بإسرائيل كما أفادت الوثيقة التى عثرنا عليها فى لندن بخط يد العاهل السعودى ولم يكن هناك مذهب وهابى على الإطلاق فالبدو لا يحسنون التفكير فى المسائل الفقهية ولا الجدل وهم عالة على الفكر الدينى فى القاهرة وبغداد والرباط وقرطبة إنمإ كان ابن عبد الوهاب على المذهب الحنبلى وهو المذهب الذى يفسر القرآن بالقرآن والسنة وةلا يستخدم الرأى ولإقناع البدو بقتل المسلمين الذين يقفون ضد الأطماع البريطانية والصهيونية من الضرورى صناعة مذهب يرخص لهم بقتل المخالفين على إعتبار أنه الدين الصحيح وما عداه كفر وما محمد بن عبد الوهاب إلا صنيعة سعودية بأمر بريطانى لتحقيق أهداف البريطانيين فى السبطرة على العالم العربى والإسلامى إلى الهند مع استمرار المنهج الصليبى فى الحروب والتى ورثته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية ويمثله الجمهوريون أصدق تمثيل
ثم نأتى للجزء الأخير وهو تحويل السعودية من نظام ثيوقراطى إلى نظام علمانى والنظام السعودى لم يكن يستمر إلا بوجود الغطاء الدينى نظرا للفساد الشديد فيه والذى فضحته التغييرات الأخيرة بواسطة ابن سلمان ولا يمكن لإبن سلمان أن يحكم إلا بتعضيد من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التى سحبت مليارات هائلة من إحتياطى السعودية وتعويضه بما يسمى بحملة القضاء على الفساد وسيكون التغيير محط دهشة السعوديين ودهشة من لم يقرأوا التاريخ جيدا والعالقين فى حبال الأوهام والذين يفسرون التاريخ ميتورا وسيصاب النظام السعودى بشرخ كبير لأن علماء الوهابية سينشقون عليه وسيؤدى هذا لفتنة بين الذى مع النظام العلمانى وبين الذين مع النظام الثيوقراطى وحراسه من علماء المذهب الوهابى وليس الصراع هنا صراع ايدلوجيات إنما صراع وجود وكيان وحتما ستتزلزل قواعد النظام السعوذى مثل ماتزلزل نظام الشاه بسبب تدخل الدول الأوربية بأطماعها
وأكرر شكرى للاستاذة الفاضلة عايدة بن عمر