بقلم الكاتب والمحلل القانونى

حاتم غريب
———————————

أعلن منذ أيام عن تشكيل تحالف اسلامى سنى يضم 34 دولة من الدول الخليجية وشمال افريقيا على رأسهم مصربالاضافة الى تركيا وباكستان بقيادة المملكة السعودية بغرض محاربة الارهاب بكافة أشكاله وصوره من جماعات وتنظيمات على حد زعمهم والاشارة هنا الى تنظيم الدولة وداعش واى فكر يخالفهم من وجهة نظرهم وتصورهم فالارهاب كلمة مطاطية يمكن استخدامها حسب الرؤى والاهواء لكل دولة.
السؤال الذى ربما يريد الكثيرين معرفة اجابته..هل هذا هو الوقت المناسب لمثل هذا التحالف ولماذا ..علينا ان نعود الى الوراء قليلا حين بدأت ثورات الربيع العربى كما أطلق عليها من قبل البعض وكان الهدف منها بالطبع احداث تغيير جذرى للأنظمة السياسية العربية خاصة دول شمال افريقيا التى عاشت تحت وطأة الانظمة الاستبدادية الديكتاتورية منذ عشرات السنين حتى استفاقت شعوبها فجأة وارادت الخروج من القمقم الى حيث حياة الحرية والكرامة والانسانية لكن ولاسباب نعلمها جميعا فشلت تلك الثورات فى تحقيق الهدف منها وحدث انقلاب عسكرى فى مصر وعاد النظام القديم فى تونس وحرب اهلية فى اليمن وسوريا وفشلت ليبيا حتى الان فى وضع نظام سياسى مستقر تسير عليه حتى ان اذيال النظام القديم تحاول العودة كذلك وبصورة تكاد تكون أقبح مما كانت عليه متخذة من مصر قدوة لها فى ذلك.
نتيجة كل ذلك وفشل الثورات فى تحقيق اهدافها من قبل ايادى داخلية وخارجية ساهمت فى ذلك بشكل كبير حدثت فوضى داخل الدول والمجتمعات العربية التى قامت بها تلك الثورات ترتب عليها ظهور تنظيمات عسكرية لم نكن نسمع عنها من قبل مثل تنظيم داعش وتنظيم الدولة وحتى الان لايعرف حقيقة تلك التنظيمات وان كان هدفها واضح احداث قلاقل فى منطقة الشرق الاوسط على وجه التحديد خاصة الاسلامية منها واتخذت من العنف والقتل وسيلة لتحقيق اهدافها..ومن وجهة نظرى وربما لايتفق معى البعض ان هذه التنظيمات والكيانات لاتمت باى صلة للاسلام والمسلمين وان كان فيها بعض من يدينون بالاسلام وانها صناعة غربية مائة فى المائة حيث استغلوا الاوضاع المقلقة مابعد فشل الثورات وان كانوا هم المتسببين فيها فارادوا ان يجعلوا المنطقة كلها تعيش فى فوضى خلاقة لانهاية لها واشغال تلك الدول والشعوب بالحروب والصراعات الوهمية المختلقة بقصد احداث حالة ضعف وانهيار وانكسار ومن ثم التقسيم والتفتيت لصالح الدول الاستعمارية الكبرى وفى القلب منها اسرائيل ولاشك ان التدخل الروسى فى سوريا اوضح هذه الرؤية والحقيقة فيما بعد.
كان من الطبيعى جدا ولان الانظمة السياسية العربية عميلة بطبعها للغرب ان تجارى الدول الغربية خاصة المعادية منها للاسلام وان تستجيب لدعواتها على المشاركة فى تلك الحرب المصطنعة والهدف من ذلك هو استنزاف الدول العربية الاسلامية الى اقصى درجات الاستنزاف عسكريا واقتصاديا لتعيدها الى سيرتها الاولى حيث التخلف والفقر والضعف والتشرزم…نجح الغرب فى جر اقدام هؤلاء العملاء الخونة بطبعهم لخوض معركة لاطاقة لشعوبهم بها وستمتد لسنوات طويلة يتم فيها استنزاف قوتهم وثرواتهم وارواحهم ايضا فالامر ليس بالهين وهذه التنظيمات هناك دول كبرى تمدها بالسلاح والعتاد وستظل تمولها لعشرات السنين القادمة….لقد وقعنا فى الفخ.
مايثير الضحك ايضا حتى البكاء حول هذا التحالف ان هناك من صرح مثل تركيا بان هذا التحالف ليس له طابعا عسكريا ..اما وزير خارجية السعودية زعيمة التحالف فقد صرح بانه قد يكون للتحالف الاسلامى تواجد عسكرى على الارض هكذا خرجت تلك التصريحات المتضاربة قبل ان تكتمل الصورة النهائية لهذا التحالف ويخرج الى النور باتفاق نهائى فما بالنا حين يكتمل ويجتمع قادته..لكن الاغرب من كل ذلك اننا لم نسمع ان هذا التحالف سوف يواجه اعداء الامة الاسلامية من غير تلك التنظيمات المشار اليها مثل اسرائيل او روسيا او غيرهم من الدول المعادية للاسلام والمسلمين بشكل معلن او انها ستحرر بيت المقدس من ايدى الصهاينة الانجاس وتعيد للامة عزتها وكرامتها لكن هيهات لهم ان يفعلوا ذلك وهم من اضاعوا امال الامة واهدروا حريتها وكرامتها وعزتها.
وهذا ماسوف يعيدنا الى مرجعنا الاول ان هذا التحالف ماكان له ان ينشأ ويتكون لولا موافقة غربية وعلى راسها الدول الكبرى مثل امريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وغيرها من الدول المؤثرة فى الساحة الدولية ومادام الامر كذلك فمن الطبيعى ان لايكون هذا التحالف معاديا يوما ما لتلك الدول او يواجهها بحرب فهم اى الانظمة العربية تابعة لهم ويعملون دائما لصالحهم لا لصالح شعوبهم وامتهم ودينهم.
فعلينا اذا الا نتوقع خيرا من هذا التحالف يفيد به امتنا الاسلامية فالهدف هو اكتمال الصورة والمشهد الذى يعيشه المجتمع الدولى الان باقحام تلك الدول فى حرب ضروس والخاسر الوحيد هنا هى الشعوب اما قادتهم فلن يخسروا شيئا فقد امنوا انفسهم جيدا فى حالة حدوث الانهيار والذى هو متوقع بالفعل.
اذا تحدثنا عن الموقف المصرى فى هذا الشأن فمن الواضح ان دول الخليج وعلى راسها السعودية بدأت تتعامل الان مع النظام الانقلابى المصرى من منطلق سياسة العصا والجزرة او الترغيب والترهيب ولاشك ان التوصيات التى اصدرها الملم سالمان مؤخرا بزيادة الاستثمارات السعودية فى مصر الى ثمانية مليارات دولار امريكى ومد مصر بالمواد البترولية لخمس سنوات قادمة كل ذلك يوحى بانه اّن الاوان ان تدفع مصر مقابل كل ذلك دون اعطاءها الحق فى الاختيار او حتى مجرد التفكير فهم يعلمون جيدا ان مصر تمر بازمة اقتصادية حادة قد تعصف بهذا الانقلابى ونظامه فى اى وقت وهم من ساندوه وقدموا له العون المادى كى يقوم بانقلابه على ارادة شعب وحقه فى اختيار من يحكمه ومن ثم فهم يعلمون جيدا كيف يتعاملون معه بعد ان تأكد لهم انه سيظل دائم التسول ومد اليد لهم لاعانته والحفاظ على نظامه من الانهيار.
بقى ان نعلم جيدا ان النظام السعودى الذى يقود هذا التحالف لم ولن يتغير فهى سياسة قديمة يسيرون عليها ذهب ملك او اتى اخر فستبقى المنظومة كما هى على حالها منظومة فساد تشجع الانظمة الاستبدادية الديكتاتورية وتحرضها على شعوبها وهو ماتتبعه الامارات ايضا خوفا على عروشهم وكروشهم…..فلاتنظروا خيرا من هذا التحالف.
…….
حاتم غريب
زر الذهاب إلى الأعلى
جعل آل سعود شبه جزيرة العرب إقطاعية للغرب لا شك فى هذا منذ أن تأسست باعتراف بريطانيا الت كانت تحارب الدولة العثمانية
وقد تمكنت قبائل نجد المجندة لدى السعوديين من القضاء على حكم الأأشراف فى مكة والمدينة واقامت المجازر للحاميات العثمانية فيهما بتعضيد من الوهابية التى انبثقت منها السلفية لإثارة الفوضى فى البلاد الإسلامية
واهم بند فى قيام المملكة السعودية هو تنفيذ إستراتيحة النفوذ الغربى وعلى رأسهاإعتراف مؤسسها بدولة اسرلئيل
ولما كان الإنقلاب فى مصرهو صناعة الغرب الصليبى كان لا بد من مد يد المعاونة له من المملكة العربية السعودية طبقا لإستراتيجية الغرب ولايستطيع الملك سلمان مخالفة الإستراتيجية التى تاسست على اساسها المملكة فنظام الحكم فيها عبارة عن اداة للقوى الغربية فسلمان كعبد الله ولكن الفارق بينهما هو التوازن بين تطلعات الشعب ومطالب النفوذ الصهيوصليبى وخاصة انه دخل فى صراع مع منافسيه فى الحكم
لكن يظل الخط العام لسياسة المملكة طبقا لإستراتيجية الغرب
رائع و في الصميم