بقلم الكاتب والخبير السياسى
السعيد الخميسي :
* كتبت وانتقدت الإعلام المصري كثيرا , ومازلت انتقده وأهاجمه , وسأظل كذلك بلا هوادة أو توقف أو مهادنة مادمت حيا وفى جسدي دم يسرى وقلب يدق . لقد تجاوز الإعلام المصري مستنقع الخسة والنذالة والسفالة والوقاحة بكل ماتحمله الكلمات من معنى ليقع فى بئر العمالة والخيانة. إن إعلاما يصف قتلى الصهاينة بأنهم شهداء لجدير أن يوصف بما يستحق من أوصاف تليق بقذارته ونجاسته . إن الساقطة البغي التى تبيع شرفها تتسلل لواذا فى ظلمة الليل حتى لايراها أحد من الناس . أما هولاء فقد كشفوا وجوههم التى هى أشبه بقطع الليل المظلم , بل وسقطت ورقة التوت الباهتة التى كانوا يستترون خلفها فى العهود السابقة ليفتضح أمرهم وتنكشف سوءتهم على رؤوس الأشهاد . إن هولاء الإعلاميين ينحدرون من سلالة إعلام حادثة دنشواي الذين تعاطفوا مع المحتل الغاصب ضد البسطاء من شعب مصر . لا أراهم إلا امتدادا لإعلام ” أحمد سعيد” , مذيع النكسة الأبدية , مادامت السموات والأرض , يوم أن خرج يعلن للشعب المصري أننا دخلنا تل أبيب وأسقطنا طائرات العدو , بينما طائرات العدو كانت تمرح وتلعب فى سماء مصر على رؤوس الإشهاد.
* لايمكن بأي حال من الأحوال أن يكون هولاء الإعلاميون قد ولدوا فى مصر وعاشوا على أرضها وتنعموا بخيرها وخافوا على أهلها وشعبها . لا أراهم إلا نارا تحرق الأخضر قبل اليابس ,لا أراهم إلا هما بالليل وذلا بالنهار , لا أراهم إلا سموما ناقعات فى جسد هذا الوطن . لا أراهم إلا ورما خبيثا يجب اجتثاثه من جذوره قبل أن تنتشر خلاياه فى كل ربوع الوطن . لا أراهم إلا امتدادا ” لأبو مسيلمة الكذاب “ حين أدعى النبوة كذبا وزعم أن الله عز وجل قد أوحى إليه قرآنا . لقد احترفوا الكذب والتضليل والتشويه وقلب الحقائق وإشعال الحرائق فى ثوب الوطن المهلهل المرقع والذي لايحتمل عود ثقاب…! . هل لهذا الحد وصلت بهم الوضاعة والدناءة والرداءة ..؟ هل لهذا الحد قبلوا أن يكون كالساقطات فى ملهى ليلى ينامون على سرير كل نظام..؟ هل لهذا الحد قبلوا أن يكونوا كشقة مفروشة تستأجر للأعمال المنافية للآداب…؟ لك الله يامصر , ولك الله ياوطنى .
* لوقلت أنكم منافقون , لكان النفاق شيئا يسيرا , لوقلت أنكم كاذبون , لكان الكذب من أقل أوصافكم . لو قلت أنكم ضلاليون , لكان الضلال من أبسط مؤهلاتكم . لو قلت أنكم بائعوا الشرف والكرامة , لكان ذلك غير جديد , لو قلت أنكم من سلالة أبو مسيلمة الكذاب , ما أضفت شيئا جديدا . لوقلت لو أن مصر لاقدر الله لها ذلك وقعت تحت الاحتلال الاجنبى الفعلي , لكنتم أنتم المتحدث الرسمي باسمهم , مازدت عليكم غير قول الحق . إذا من أنتم وماذا يريدون ..؟ ومن أى مستنقع تنحدرون , ومن أى حفرة مظلمة تحت الأرض خرجتم علينا بألسنتكم الكاذبة ..؟ لقد حار فى فهمكم كل عاقل لبيب , وحار فى فهم تقلب أمزجتكم وسرعة تحولكم كل خلق الله . هل هناك أخبث وأسوأ وأرذل من أن تصفوا قتلى الصهاينة بالشهداء…؟ لقد حدث ذلك بالفعل , وليس بعد أو قبل ذلك أى كلام أو تفسير . هل هناك أرذل وأحقر من أن تصفوا العدو الصهيوني بالصديق الودود , والمجاهدين فى فلسطين بالعدو اللدود..؟